قلت:
حدثتني عن الحماية الداخلية، فحدثني عن الحماية الخارجية؟
قال:
من يتكفل بها بين قومك؟
قلت:
الجيوش المجيشة، والآلات العسكرية المتطورة.
قال:
فكم تصرفون من أموال على هذه الجيوش، وما تستعمله من أسلحة؟
قلت:
ما يكفي لإغناء الشعب كله.
قال:
وبأي حجة تصرفون كل هذه المصاريف؟
قلت:
لا يمكن للناس أن يعيشوا أغنياء، وهم يخافون، ألا تعلم يا معلم أن الأمن شيء أساسي
في الحياة؟
قال:
بلى، فقد ذكره الله في مواضع كثيرة شرطا من شروط الحياة، وركنا من أركانها.. ولكن
ما علاقة هذه الجيوش بالأمن؟
قلت:
هي التي تحمينا إن داهمنا العدو.
قال:
اذكر لي مثالا واحدا حمت فيه الجيوش بلادها من الاستعمار.
قلت:
الآن .. لا أذكر .. ولكن لا أتصور أن للجيوش دورا آخر غير حماية بلادها.
قال:
سأضرب لك مثالا عن دولة من دولكم صرفت أموالا ضخمة على جيوشها، وعلى ترسانتها
العسكرية حتى أصبحت قوة من القوى يحسب لها كل حساب .. أتدري من هي؟ وما مصير جميع
أسلحتها؟ بل ما مصير شعبها؟