قلت:
على الذي حل بها .. فهم قوم من قومي ممتلئون طيبة وكرامة وإيمانا.
قال:
السلام لا يحب التأسف، ولايحب المتأسفين، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى
مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ ﴾ (آل عمران: 153)
قلت:
بلى .. ولكنه حادث عظيم.
قال:
ولكن العبرة منه ـ إن استفدتم منها ـ قد تكون أعظم مما فاتكم .. فالأسف لا يجدي،
ولا ينفع.
قلت:
وبماذا نعتبر؟
قال:
أنتم منذ فترة طويلة تتأسفون على تخلفكم العسكري، ولا تتأسفون على تخلفكم
الأخلاقي.. فجاءت هذه الأحداث لتنبهكم على أن التقدم العسكري لا ينفع وحده .. بل
قد يكون داء من الأدواء الخطيرة ..
ثم
سكت برهة، وقال: هيا لنمحو بعض الزمن .. أو لنعد تركيب الزمن .. ولنبحث عن موضع
العبرة.
قلت:
نمحو الزمن .. ونركب الزمن .. كيف؟
قال:
لنفرض أن تلك البلاد توجهت بجميع ما آتاها الله من ثروة في خدمة اقتصادها وشعوبها
وسمعتها الطيبة في العالم .. بحيث صارت مضرب المثل في كرامتها وشهامتها ونبلها ..
وصار حكامها مضرب المثل في عدلهم وإخلاصهم وحكمتهم .. ولنفرض جدلا أنهم لم يصنعوا
أي سلاح.. بل ولم يدربوا أي جندي .. هل كان يمكن أن يحدث لهم ما حدث؟ .. أو يمكن
أن يحصل لجيرانهم بسببهم ما