هبة ربانية، وليست حضارة مكتسبة.
قال: ستفهم سر هذا عندما نرحل إلى (دور السعادة) .. ولكن أليس تفاضل أهل الجنة في الجنة منطلقه الكسب؟
قلت: بلى، قد قال تعالى:﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (لأعراف: 43)
قال: فالحضارة كذلك هبة من الله، وهي تنال بالكسب، وهي درجات قد تصلون إلى قمتها إذا تحققتم بما يتطلب هذا الكسب من سلوك.
قلت: فهمت هذا .. ولكني لم أفهم تحقيق الحماية بالسلام بدل الشرطة.
قال: أنا لم أقل:(استغنوا عن الشرطة، وعن جميع الأجهزة المذكورة) ولكني قلت: علموا الشرطة أن يقضوا على الجريمة بالسلام.
ضحكت، وقلت: عدنا إلى السلام.
قال: نعم .. فهو الحل .. وهو مفتاح الحضارة .. فلا يمكن لأمة أن تتحضر الحضارة الحقيقية، الحضارة الفردوسية، وهي تصارع.
قلت: أتطلب من الشرطة إذن أن يعلموا السلام.
قال: أجل .. بسلوكهم وأخلاقهم، لا بأذناب البقر التي يحملونها.
قلت: فهمت الآن .. أنت تخالف أساليب الشرطة القاسية.
قال: أنا لا أخالف ذلك فقط .. بل أخالف أساس وظيفتهم التي ينالون عليها رزقهم.