responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 309

المدينة ملائكة لا بشرا.

قال: ولكن الجنة مدينة الحضارة الربانية لا تحتوي على الشرطة.

قلت: تلك الجنة، وهي التي قال الله تعالى فيها:﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ﴾ (لأعراف: 43)، وقال فيها:﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ (الحجر:47)

قال: فما تعني؟

قلت: إن طهارة قلوب أهل الجنة تجعلهم لا يحتاجون إلى الشرطة.

قال: لماذا؟

قلت: لأن أساس الجرائم جميعا مهما تنوعت يرجع إلى الصدور المملوءة بالأمراض من غل وحسد وحرص وجشع .. فلولاها لما ظهرت السرقة والقتل وجميع أنوع الجنايات.

قال: فسبب الجرائم الداخلية إذن هي الصدور المظلمة بأوزار الذنوب.

قلت: أجل، لا شك في ذلك .. ولهذا خلت الجنة من الجرائم لطيبة أهلها، كما قال تعالى:﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (الزمر:73)، فقد كانت طبيتهم هي المفتاح الذي فتحت لهم به الجنة.

قال: فحضارة الجنة إذن مبنية على طيبة أهلها.

قلت: إلى الآن ـ يا معلم ـ لم أفهم سر تعبيرك عن الجنة بكونها حضارة .. الجنة

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست