بعد
أن قال ذلك فتح لنا الباب .. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، عليه لافتة مشعة مكتوب عليها
قوله تعالى:﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28)، وتحتها أو في
أثنائها صورة لرجال بطلعات مهيبة ينظرون إلى الكون، ويقتبسون منه أنوارا كثيرة
مختلفة، ثم يصبونها على الخلق، فيهتدوا بها في الفلوات، ويستنيروا بها من الظلمات.
فسألت
المعلم: من هؤلاء .. فوجوههم وجوه خير، وأعمالهم أعمال خير.
قال:
هؤلاء وسائط النور الإلهي.
قلت:
وما وسائط النور الإلهي؟ .. وهل نور الله بحاجة إلى وسائط؟ .. وما معنى الواسطة؟
.. وما وجه الحاجة إليها؟ .. وما علاقة ذلك بالباب؟ .. وما ..؟
قال:
رويدك، فالعلم إذا أتى جملة ذهب جملة ..
قلت:
فما معنى الواسطة؟ وما وجه الحاجة إليها؟
قال:
ما الفرق بين ضياء الشمس ونور القمر؟
قلت:
هذا من أسرار الدقة في التعبير القرآني، فالله تعالى يعبر في القرآن الكريم عما
يصدر عن الشمس من أشعة بالضياء، ويعبر عن أشعة القرم بالنور، كما قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ
الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً ﴾ (يونس: 5)
قال:
وما السر في هذا التنوع في التعبير؟
قلت:
ما أكده العلم الحديث من أن المراد من الضياء هو النور الذاتي، أما النور