بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه لافتة في منتهى الجمال مكتوب عليها
قوله تعالى:﴿ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ
اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً ﴾ (النساء: 5)
قلت: أي باب هذا .. أهذا باب الحجر؟
قال: تقريبا .. ولكنا نسميه هنا (باب
الحفظ)
قلت: فماذا تريدون منه؟
قال: أليس المال نعمة من نعم الله
على عباده؟
قلت: بلى، فقد قال a:(نعم المال الصالح للرجل الصالح)[1]
قال: أفلم يأمر الشرع بحفظ النعم.
قلت:
بلى، وقد أحسن الشاعر حين قال:
إِذا كنتَ في نعمةٍ فارعَها فإِن
المعاصي تزيلُ النعمْ
وحافظْ عليها بتقوى الإِلهِ فإِن
الإِلهَ سريعُ النقمْ
قال: ومن هذا الباب أمر الله تعالى بحفظ الأموال؟
قلت: أليست أحسن طرق حفظ الأموال هي
كنزها .. فلا يراها إلا صاحبها الفينة بعد الفينة؟
قال: لا .. كنزها إماتتها .. وقد
حرم الشرع قتل الأموال.