قلت: كيف؟ لا أرى نصا يقول:(ولا تقتلوا أموالكم)
قال: أنسيت ما ذكرناه في الباب السابق.
قلت: اعذرني، فإني آدمي، وقد نسي أبي، فنسيت.
قال: فاعزم حتى لا تنسى، ألم يقل الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾ (طـه:115)
قلت: لقد ذكرت بأن حفظ الأموال مقصد من مقاصد الشارع .. ومقاصد الشارع لا تستنبط بالعقل .. بل تستنبط من النصوص.
قال: ما أكثر النصوص الدالة على ذلك، وما أكثر التشريعات المحققة لذلك.
قلت: فلنبدأ بالنصوص.
قال: ألم ينه النبي r عن إضاعة المال؟
قلت: بلى، فقد قال:(إنّ اللّه كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السّؤال)[1]
قال: وما قال a لسعد عندما عاده؟
قلت: قال له:(إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)[2]
قال: فقد أمره بحفظ أمواله مع كونه طلب أن يتصدق بها جميعا في سبيل الله..
[1] رواه مسلم.
[2] رواه البخاري ومسلم.