قال: أتدري ما أعظم حق يطلبه منكم الكون؟
قلت: ما هو .. لقد شوقتني.
قال: أن تعترفوا به.
ضحكت وقلت: وكيف نعترف به .. أنحن نستعمره؟
قال: أجل أنتم تستعمرونه في تصوراتكم، فتعتقدونه كونا هملا لا راعي له ولا حافظ، فتصارعونه وتوهمون أنفسكم أنكم تغلبونه.
قلت: فكيف نعترف به؟
قال: أن تعتقدوا أنه كون لله، لا كونكم، فتتعاملون معه معاملة الأخ لأخيه، وتتناولوا ما فيه من فضل باسم الله، لا باسمكم وباسم جهودكم.
قلت: ففسر لي ذلك، وأدبني به.
قال: علم ذلك في درس آخر من دروس السلام، عندما نشرب من عيون الحقائق مياها عذبة من أكواب (أكوان الله)