بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
فرأينا ما لا يمكن وصفه.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، سألت المعلم
عنه، فقال: هذا باب الاستخلاف، ولا يصح دخول سائر الأبواب إلا بعد حمل ترخيص منه.
قلت للمعلم: لماذا تتشدد هكذا؟
قال: هذا ليس تشددا .. هذه حقيقة،
فالاستخلاف هو التصور الذي ينطلق منه المؤمن في تعامله مع كل شيء، والتصور أساس
التصرف.
قلت: فما حقيقته؟
قال: أن يعلم المؤمن أن كل شيء عنده
لله، وأنه مجرد خليفة عليه، لا مالك له.
قلت: أجل، فالقرآن الكريم يقرر
ملكية الله لكل شيء في آيات كثيرة جدا، كقوله تعالى:﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (آل عمران:109)، وقوله:﴿ أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
يَعْلَمُونَ﴾
(يونس:55)
قال: والمال الذي تتصورون أنه لكم ،
ويعادي بعضكم بعضا لأجله هو لله، فقد قال تعالى:﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ
اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ (النور: 33) ..
قلت: صدقت .. فقد صرح القرآن الكريم بأن الله
تعالى جعل الإنسان خليفة على هذا المال، فقال:﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (الحديد:7).. وأخبر أن المال الواصل
لخلقه هو من