responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182

وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه﴾ (البقرة: 74)

والجبل يخشع لنزول القرآن، قال تعالى:﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الحشر:21)، بل ينهد لسماع شرك المشركين، قال تعالى:﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً﴾ (مريم:90 ـ91)

قلت: لقد ذكرتني بما ورد في الآثار من أن الجبل يفخر إن مر عليه ذاكر لله، فقد ورد في الأثر:(إن الجبل ليقول للجبل: هل مرَّ بك اليوم ذاكر لله؟ فإن قال: نعم، سُرَّ به) ثم قرأ عبد الله قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ (البقرة:116) قال:(أفتراهن يسمعن الزور ولايسمعن الخير)[1]

قال: فأنت ترى أن الكون حلقة ذكر واسعة .. أفليس لهؤلاء الذاكرين الخاشعين من الحرمة ما للكعبة والمساجد؟

قلت: بلى .. بل كان a يحمل احتراما عظيما للكائنات، فعندما حن الجذع لفقد رسول الله r، ضمه حتى سكن [2] .. وكان a يبادل هذه الأشياء مشاعرها، فكان يقول عن أحد:(هذا جبل يحبنا ونحبه)[3]


[1] رواه ابن أبي شيبة.

[2] رواه الترمذي والدارمي.

[3] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست