قلت: لقد ذكرتني بما ورد في الآثار من
أن الجبل يفخر إن مر عليه ذاكر لله، فقد ورد في الأثر:(إن الجبل ليقول للجبل: هل
مرَّ بك اليوم ذاكر لله؟ فإن قال: نعم، سُرَّ به) ثم قرأ عبد الله قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ
اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ
لَهُ قَانِتُونَ﴾
(البقرة:116)
قال:(أفتراهن يسمعن الزور ولايسمعن الخير)[1]
قال: فأنت ترى أن الكون حلقة ذكر
واسعة .. أفليس لهؤلاء الذاكرين الخاشعين من الحرمة ما للكعبة والمساجد؟
قلت: بلى .. بل كان a يحمل احتراما عظيما للكائنات،
فعندما حن الجذع لفقد رسول الله r، ضمه حتى سكن [2] .. وكان a يبادل هذه الأشياء مشاعرها، فكان
يقول عن أحد:(هذا جبل يحبنا ونحبه)[3]