قال: فكذلك الكون ولد بريئا طاهرا
يبتسم برياحه كما يبتسم بنسيمه، وهو يخاف على فطرته أن تنجس بقاذوراتكم، ألم تخف
الملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ على الأرض من شركم معشر بني الإنسان؟
قلت: بلى، فقد قال أخبرتعالى عن
كثير من المفسدين في الأرض، ومن جملتهم ذلك الذي نزل فيه قوله تعالى:﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي
الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا
يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ (البقرة:205).. وقد ذكر المفسرون أنها نزلت في الأخنس.
قال: أهذه آية الأخنس؟
قلت: نعم .. هكذا قال المفسرون،
وعلى هذا نصوا.
قال: وهل الأخنس واحد؟
قلت: نعم .. وهو الذي أبوه شريق،
وينتمي إلى ثقيف.
قال: ما أخطر ما تفسرون به القرآن
الكريم .. إن ابن شريق لا يستحق نظرة واحدة من محمد a، فكيف يستحق أن ينزل قرآن ينشر
ذكره إلى قيام الساعة .. إن هذه الآية تخاطبكم، فلا تنشغلوا بالأخنس وبأبي جهل.
قلت: فما تقول لنا؟
قال: تقول لكم لا تغتروا بالمفسدين
الذي يزعمون أنهم يصلحون، ألم يقل الله