بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
فرأينا ما لا يمكن وصفه.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا قد صورت عليه صور
شتى تختلط فيها الذرة بالمجرة، والخلية الحية بالأكوام من الجمادات، وكلها ترفع
رايات بيضا، وتنطق بلا حرف ولا صوت تطلب السلام.
سألت االمعلم عن هذه اللوحة
الرمزية، فقال: هذا باب حقوق الأكوان، وهي تطلب جميعا منكم الرحمة.
قلت: ما الرحمة التي تطلبها
الأكوان؟
قال: هي الرحمة التي يطلبها
الإنسان.
قلت: وما الرحمة التي
يطلبها الإنسان؟
قال: الفطرة.
قلت: لقد خلق الله الإنسان
على الفطرة.
قال: وكذلك خلق الأكوان على
الفطرة.
قلت: أفهم خلق الإنسان على
الفطرة، ولا أفهم خلق الأكوان على الفطرة.
قال: أليس المولود (يولد على
الفطرة، فأبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه)[1]
قلت: بلى، قد فهمت هذا في المولود،
فهو في أصله فطرته قلبه كابتسامته العذبة، وروحه لطيفة كلطف محياه.