قلت: بلى، ففي القرآن الكريم إخبار
بذلك، فهو يقول في المخادعين:﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
(البقرة:9).. ويقول
في الظالمين:﴿ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
(البقرة:57)..
ويقول في المضلين:﴿ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا
يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ (آل عمران:69).. ويقول في الخائنين:﴿ وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ
يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً
أَثِيماً﴾ (النساء:107) .. ويقول في الهالكين:﴿ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ
وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
(الأنعام:26)
قال: ولهذا، فإن أول حق يطلب من
المؤمن أداؤه بعد حق الله حق النفس، ألم تسمع قوله a:(إن لأهلك عليك حقا، وإن لضيفك
عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، فصم وأفطر وصل ونم)[1]
قلت: فكيف أؤدي حق نفسي؟
قال: لكل باب من الأبواب حق من حقوق
النفس.
قلت: فحقها في هذا الباب.
قال: أربعة: الطاقة، والراحة،
والصحة، وحقها الاجتماعي.
قلت: ستجدنا في عصرنا ـ في عصر حقوق
الإنسان ـ من أعظم الموفين بهذه