قال: أن لا تجاوز بنفسك وسعها، ألم
تسمع قوله a:(إياكم والوصال)، قيل: إنك
تواصل؟ قال:(إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فاكلفوا من
العمل ما تطيقون)[1]
قلت: بلى، وقد قال a:(عليكم من العمل ما تطيقون فإن
الله تعالى لا يمل حتى تملوا)[2] .. ولكن هذا خاص
بالتعبدات.
قال: ومن قال هذا؟ أليس العمل
عبادة؟ أولم يقل a:(أيها الناس اتقوا الله
وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله
وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم)[3] .. وقال:(للمملوك طعامه
وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا عباد الله خلقا
أمثالكم)[4]، فقد ربط a بين تكليفهم ما يطيقون والعذاب.
قلت: ولكن ألسنا في حاجة إلى بذل
جهود مضاعفة لكي نحقق النهضة التي