قال: فقل لي أولا: من هم الأشخاص الذين يتوجه إليهم قومك بالتشجيع؟
قلت: أولهم الحكام، فما إن يخطب الحاكم خطبة، حتى ينهض الشعب من سباته العميق يحمل لافتات ضخمة، وصورا كثيرة تمجد الحاكم وتسبح بحمده.
قال: ويتركون أشغالهم لأجل ذلك؟
قال: بل إن المرأة لتذهل عن رضيعها لأجل ذلك، فتصيح مع الجموع لتسكت بصياحها صياح ابنها.
قال: ومن تشجعون أيضا؟
قلت: الفنانين.
قال: أتقصد الذين يتذوقون الجمال فينثرونه شعرا أو نثرا؟
قلت: لا .. أقصد الذين يتفننون في إضحاك الناس أو في إخراج الدموع من مآقيهم.
قال: بالوعظ والإرشاد، أو بالتعليم والتدريب؟
قلت: بل بالصياح والنفير، والرقص والصفير.
قال: أعادت جاهلية المكاء والصفير.
قلت: تلك جاهلية أولى، أما جاهليتنا فأكثر إبداعا وتفننا.
قال: فمن تشجعون أيضا؟
قلت: أصحاب الرياضات المختلفة كما ذكرت لك، وخاصة كرة القدم.
قال: أنتم لا تشجعون أصحاب الرياضات، وإنما تشجعون من يمثلهم.