نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن
اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل)([86])
العلاج السلوكي:
إذا علمت ذلك ـ أيها المريد
الصادق ـ وتيقنت منه، فيمكنك أن تتخلص من الهوى، بثلاثة أمور كلها مما اتفق عليه
النقل والعقل:
أما أولها، فهو أن تعمل عقلك، ولا
تعطله، فالله ما خلقه لك، لتهبه لغيرك، وإنما أعطاه الله لك لتميز به بين الحق
والباطل، والخير والشر، ولهذا قدمه رسول الله a عند الفتوى، فقال: (استفت قلبك، واستفت نفْسَك ثلاث مرات؛ البر ما
اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس
وأفتوك) ([87])
وإياك ـ عند البحث عن الحقائق ـ
أن تلتفت للآباء والأجداد، فالله ما أمرك بأن تفكر بعقولهم، وإنما أمرك بالتفكير
بعقلك.. ولهذا كان التفكير بعقولهم من أكبر الحجب التي حالت بين الأنبياء
وأقوامهم، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي
قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى
أُمَّةٍ وَإِنا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23]
وأما الثاني: فأن تتمسك بكتاب ربك
المقدس، ذلك الكتاب العزيز الذي﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]،
فقد ورد في الحديث أن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله a، فأخبره أنها ستكون فتن، فسأله رسول الله a عن المخرج منها؛ فقال: (كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، ونبأ ما هو
كائن بعدكم، وفيه الحكم بينكم، وهو حبل الله المتين، وهو النور المبين، وهو الصراط
المستقيم، وهو الشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم،
ولا يزيغ فيستعتب،