نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
ولا يخلق على كثرة الرد، ولا
تنقضي عجائبه، هو الذي لا تلتبس به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء.. من وليه من
جبار فحكم بغير ما فيه قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، من قال به
صدق، ومن عمل به أجر، ومن اتبعه هدي إلى صراط مستقيم) ([88])
وأما الثالث: فهو أدقها وأصعبها،
وهو أن تتمسك بالهداة الذين لم ينحرفوا عن الدين، ولم يتبعوا أهواءهم، أولئك الذين
أشار إليهم قوله تعالى: ﴿هْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ (7)﴾ [الفاتحة: 6، 7]
ولا تتعب نفسك في البحث عنهم،
فرسول الله a الحريص على
أمته، لم يتركها من دون أن ينصحها بهم، ويحذرها من المحرفين المبدلين، وقد ورد في
وصيته التي تواترت عنه، والتي جمع فيها بينهم وبين كتاب الله، قوله a: (إني تركت فيكم ما إنْ
تمسّكتم به لنْ تضلّوا بعدي: كتاب الله حبلٌ ممدودٌ مِن السماء إلى الأرض، وعترتي
أهل بيتي، ولنْ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) ([89])
وفي حديث آخر قال a: (أيها الناس. إنما أنا بشر
يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب. وإني تارك فيكم الثقلين. أولهما كتاب الله فيه
الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال:
وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل
بيتي) ([90])
وقد ورد في الروايات الكثيرة أن
رسول الله a كان يكرر
هذه الوصية كل حين، بل إنه عندما نزل عليه قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
[88] قال في جامع الأصول (8/ 464): رواه أبو
عبيد القاسم بن سلام في كتابه [فضائل القرآن]
[89] الحديث
متواتر، وقد ورد بصيغ كثيرة رواه أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم، وقد نص الألباني على
صحته انظر حديث رقم: 2458 في صحيح الجامع.