نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
حتى يظن نفسه على شيء، بينما هو
غارق في ضلاله وتيهه، وقد ورد في الأثر أن (إبليس قال لأوليائه: من أي شيء تأتون
بني آدم؟.. فقالوا: من كل شيء. قال: فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟ فقالوا:
هيهات، ذاك شيء قرن بالتوحيد، قال: لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه؛ فبث
فيهم الأهواء)([82])
وقد أخبر الله تعالى أن السبب
الأكبر الحائل بين الخلق والاستجابة للرسل هو الهوى، فقال: ﴿فَإِنْ لَمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ الله إِن الله لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [القصص: 50]
ولذلك كان رسول الله a يحذر من مضلات الهوى، ويقول: (اللهم
إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء)([83])، ويقول: (إن مما أخشى عليكم
شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى)([84])
وهكذا حذر أئمة الهدى منه، فعن
الإمام علي أنه قال: (إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها
كتاب الله، ويتولى عليها رجال رجالا، على غير دين الله)([85])وبين علاقة ذلك بالتثاقل إلى
الدنيا، فقال: (إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان: طول الأمل واتباع الهوى. فأما طول
الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة
والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة