نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
واعتبارها أمرا هينا، وذلك
باستعمال المسوغات المختلفة، بحسب الذين يريد أن يغويهم.
وقد أشار رسول الله a إلى بعض ذلك، فقال: (إن
الشيطان قعد لابن آدم بطرق فقعد له بطريق الإسلام فقال له: أ تسلم وتترك دينك ودين
آبائك؟ فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أ تهاجر وتدع أرضك ونساءك؟
فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: أ تجاهد وهو تلف النفس والمال فتقاتل
فتقتل فتنكح نساؤك ويقسم مالك؟ فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن
يدخله الجنة)([71])
إنساء الذكر:
ومن الخطوات التي يستعملها
الشيطان لإغواء الإنسان ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ
الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِن
حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]
ذلك أنه يعلم أن ذكر الله تعالى
هو الذي يحمي اللطائف الإنسانية من كل ما يؤذيها أو يشوهها أو ينتكس بإنسانيتها،
وبذلك كان هو الحصن الحصين للحقيقة الإنسانية؛ ولهذا كان هم الشيطان الأكبر هو
اختراق ذلك الحصن، بأي طريقة، وأي شاغل، كما قال الله تعالى: ﴿قَالَ
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَن لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ
لَآتِيَنهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 16،
17]
فالفرق بين التزيين والتسويل
والإنساء هو أن الأولَين مرتبطين بالمعصية نفسها بتجميلها وتسهيلها.. أما الإنساء
فليس مرتبطا بها، وإنما يرتبط بكل ما يشغل الإنسان عن
[71]
النسائي ج 6 ص 22 وأحمد والطبراني وابن حبان والبيهقي في الشعب كما في الدر
المنثور ج 3 ص 73.
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79