responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80

ذكر الله حتى لو كان مباحا، لأنه بعد الغفلة يحصل الاختراق، ثم الاستحواذ.

وقد ورد في القرآن الكريم ذكر محل آخر لإنساء الشيطان، وهو مرتبط بأحكام الشريعة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68]، فالآية تقول: (وإن أنساك الشيطان نَهْيَنا إياك عن الجلوس معهم، والإعراض عنهم في حال خوضهم في آياتنا، ثم ذكرت ذلك، فقم عنهم، ولا تقعد بعد ذكرك ذلك مع القوم الظالمين الذين خاضوا في غير الذي لهم الخوض فيه)

وورد فيه محل آخر لإنساء الشيطان، وهو مرتبط بالواجبات الشرعية المؤقتة بمواقيت محددة، حيث يشغل الشيطان عنها بأي شاغل حتى يفوت وقتها، وقد ضرب الله تعالى المثل له بما ورد في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام، ونسيان فتاه للآية التي جعلها الله تعالى علامة على الالتقاء بالخضر، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِني نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴾ [الكهف: 62، 63]

وقد قال بعض المفسرين في تفسيرها: (مع كون المنسي أعجوبة شأنها ألا تُنسى، يتعيَّن أن الشيطان ألهاه بأشياء عن أن يتذكر ذلك الحادث العجيب، وعلِم يوشع أن الشيطان يسوؤه الْتقاءُ هذين العبدين الصالحين، وما له من الأثر في بثِّ العلوم الصالحة، فهو يصرف عنها، ولو بتأخر وقوعها طمعاً في حدوث العوائق) ([72])

وورد فيه محل آخر لإنساء الشيطان، وهو ما نص عليه قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَن أَنهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾


[72] - التحرير والتنوير، لابن عاشور، م 7، ج 15، ص 367.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست