نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 578
ويقول: (كل كشف لا يكون
صرفاً لا يخالطه شيء من المزاج لا يعول عليه، إلا أن يكون صاحب علم بالمصور) ([1033])
الشعوذة
وعلاجها:
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاعلم أن الشعوذة بنت للدجل؛ فهي التي تنتجها، وهي التي تغذيها، ولذلك
كانت سببا في تحريف الأديان، عندما استغل اللصوص الذين ادعوا الوصاية على الدين
حاجات الناس وضعفهم؛ فراحوا يفسرون الظواهر المختلفة بما تشاء لهم أهواؤهم، ليتاجروا
بذلك التفسير.ويشير إلى هذا قوله تعالى عن السحر، وكيفية ظهوره، واستغلال الشياطين
لبعض الحقائق وتشويهها: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى
مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ
هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا
بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ
عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا
شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:102)فالآية الكريمة
تشير إلى أن العلوم التي كان يبثها ذانك الملكان (هاروت وماروت) من العلوم التي
تصف حقائق كونية.. وأنها كانت تحمل ثمارا طيبة خيرة يمكن أن تستفيد منها البشرية،
وتحمل في نفس الوقت ثمارا خبيثة يمكن أن تتحول إلى شر محض.. مثلما هو الحال مع
الكثير من المعارف العلمية التي يمكن استثمارها إيجابا أو سلبا.. ولهذا، فإن هذين
الملكين كانا ينبهان كل من يدرس على يديهما تلك العلوم إلى المحاذير التي تنطوي
عليها