نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 579
المعارف التي يدرسونها.
ولهذا نهى النبي a أن يفسر ما يحصل في الكون تفسيرا أسطوريا، أو يستثمر
ذلك التفسير في صناعة الشعوذة.. ففي الحديث أن الشمس انكسفت يوم مات إبراهيم، فقال
الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله a:
(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا
رأيتموها، فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي)([1034])
فهذا الحديث يرسم المنهج الصحيح
للتعامل العلمي مع الكون، فكل ما في الكون آيات لله.. لا يؤثر فيها من الأسباب إلا
ما أراد الله أن يؤثر..
ولتعرف ـ أيها المريد الصادق ـ
عظمة هذا الحديث، وعظمة نبيك a،
والمسافة العظيمة التي تفصله بين أولئك المدعين والدجالين والمشعوذين، فاعلم أنه قاله
في واقع كان يموج بالأسطورة، وعلى أتم الاستعداد لتقبل أي تفسير يستغله أي دجال أو
خرافي..
لقد كان الكثير من الناس في ذلك
الحين، وقبله يعتقدون أن الكسوف هو نتيجة لتصارع الآلهة، وكانت بعض الشعوب في
الصين يرمزون للشمس بأنها طائر ذهبي، ويرمزون للقمر بضفدع وعند حدوث الكسوف فإن
معركة ما تدور بين هذين الرمزين.
أما قبائل الأمازون فكانوا
يعتقدون أن القمر أثناء الخسوف قد رماه أحد الأطفال بسهم في عينه مما أدى إلى نزيف
في هذا القمر، ثم يُشفى القمر بعد ذلك ويعود لوضعه الطبيعي.
وكان
الصينيون يفسرون ظاهرة كسوف الشمس على أن تنّيناً يحاول أن يبتلع قرص الشمس، لذلك
كانوا يضربون بالطبول، ويقذفون بالسهام لأعلى محاولة منهم إخافة التنين وإعادة
الشمس لهم من فمه.