نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 577
أعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن
ذلك الذي ذكرت يخبرك أن علومه ناتجة من الكشف، والعلم اللدني، وأنها بذلك أقوى من
كل علوم الدنيا.. فإن قال لك ذلك، فأسأله عن عصمته، وهل يمكن للشيطان أن يقترب منه،
ويوسوس له، أم أنه ليس له سلطان عليه؟
فإن أخبرك أنه معصوم، وأن كل ما
يلقى إليه صحيح، فهو كاذب ودعي، وقد اتفق جميع مشايخ التربية والسلوك على تكذيب
مدعي العصمة المرتبطة بالكشف، واتفقوا
على وجوب عرض ما يكشف لهم على المصادر المعصومة، فإن وافقت فبها، وإلا رمي بها.
وفي هذا يقول الجنيد: (إن النكتة لتقع في قلبي من جهة الكشف فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل من
الكتاب والسنة)ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : (كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة.. طِرْ إِلى الحق عز وجل
بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول a)([1029]) ومثله الشيخ أبو الحسن الشاذلي، فقد كان يقول: (إِذا عارض كشفُك الصحيح الكتابَ والسنة فاعمل بالكتاب
والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إِن الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم
يضمنها لي في جانب الكشف والإِلهام)([1030])
وبناء على هذا يخطئون بعضهم بعضا في نتائج الكشف، ومن ذلك قول بعضهم في
الكشف الذي لا يمكن اعتباره: (الكشف
الذي يؤدي إلى فضل الإنسان على الملائكة أو فضل الملائكة على الإنسان مطلقاً من
الجهتين لا يعول عليه) ([1031])
ويقول: (كل كشف يريك ذهاب
الأشياء بعد وجودها لا يعول عليه) ([1032])