نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 458
جندين:
باطن، وهو الغضب الذي به يدفع المهلكات وينتقم من الأعداء. وظاهر، وهو اليد والرجل
اللتين بهما يعمل بمقتضى الغضب، وكل ذلك بأمور خارجة؛ فالجوارح من البدن كالأسلحة
وغيرها)([784])
ولذلك ينبع
من انحراف هذه الصفة عن الموازين التي ضبطها الله بها، الكثير من الرذائل من الغضب
والحقد والتهجم على الناس بالضرب والقتل واستهلاك الأموال، وغيرها، مما سبق لي أن
حدثتك عنه في المثالب المرتبطة بالعدوان.
وبذلك،
فإنك يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تقسم كل أصناف الذنوب من حيث منابعها أو
مظاهرها إلى هذه الأقسام الثلاثة.. وحتى يتيسر عليك ذلك، يمكنك أن تنظر في الواقع
إلى أصناف المجرمين والآثمين، لتجد أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
أولهم
الذين يمثلون الفحشاء، وهم الذين ينشرون الرذيلة، ويحولون الحياة إلى ماخور كبير
من مواخيرها، إما باسم الحرية الشخصية، أو باسم الثقافة والفن، وغيرها.
وثانيهم
الذين يمثلون المنكر، وهم الذين ينشرون الأفكار المنحرفة والمفاهيم الفاسدة في
الدين والسياسة والثقافة والاقتصاد وكل جوانب الحياة.. وينجر عن عملهم تحريف
الإنسان نفسه ليتحول عن صفاته الإنسانية إلى صفات الشيطان نفسه.
وثالثهم
الذين يمثلون البغي والظلم والعدوان من اللصوص والمختلسين والمستعمرين والإرهابيين
والمستبدين وقطاع الطرق والمرابين وغيرهم كثير.
وهذا لا
يعني أن كل صنف من هذه الأصناف خال من غيره؛ فالأمر ليس كذلك، فكما أن الغذاء يحوي
فيتامينات ومعادن وبرويتنات وغيرها من أصناف المغذيات.. فكذلك النفس الأمارة
الآثمة، يمكنها أن تتحقق بجميع تلك الصفات، لأن بعضها يعين على