responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 459

بعض.. لكن شهرتها ببعض الصفات، نتيجة غلبتها عليها، مثلما تغلب بعض العناصر في الطعام على غيره، فيصنف على أساس ذلك.

أما بخصوص ما سألت عنه مما ورد في مقدم الآية، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ [النحل:90]، ففيها إشارات كثيرة إلى كيفية علاج تلك المثالب.. منها ما يرتبط بالإنسان نفسه، ومنها ما يرتبط بالمجتمع جميعا.

أما ما يرتبط بالإنسان نفسه؛ فقد عرفت أن تلك الرذائل جميعا، ليست متولدة من خارج الإنسان، بل هي نابعة منه، فكلها متوفرة فيه.. لكن الذي حولها إلى انحرافات هو خروجها عن المقادير والحدود التي وضعت لها.. ولذلك كان العدل هو الذي يحولها إلى مسارها الصحيح، وكان الإحسان هو الذي يحولها إلى فضائل وأخلاق طيبة، وكان لإيتاء ذي القربى ما يساهم في تنميتها ونشرها وتوفير البيئة المناسبة لها.

أما ما يرتبط بالمجتمع والأمة؛ فإنك ـ أيها المريد الصادق ـ إذا تأملت في كل المؤسسات التي دعت الشريعة إلى توفيرها لنشرها قيم الفضيلة، وردع قيم الرذيلة، لوجدت أنه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:

أولها مؤسسات القضاء والحسبة والدولة، والتي يمكنها عبر سن القوانين الصالحة أن تحمي المجتمع من كل أنواع الرذيلة، ولهذا كان توفيرها واجبا شرعيا، ولذلك ورد في الأثر: (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)

وقد نص القرآن الكريم على هذا المعنى في قوله تعالى عند بيان حد الفاحشة: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النور: 2]، فهذا الأمر الإلهي لا يمكن تطبيقه إلا في ظل دولة تؤمن بحاكمية الشريعة، ولهذا ربط الله تعالى

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست