نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 457
وتحرف له
الحقائق، وتغير له معايير القيم.
وقد أطلق
الحكماء على هذا النوع من المثالب ومنبعها بكونها
صفات [شيطانية]، وهي الصفات التي ابتدأت
بها شيطانية الشيطان، ومنها انطلقت، ولذلك أطلق الله هذا اللقب على الإنس كما
أطلقه على شياطين الجن، فقال: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ
آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا
مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ (البقرة:14)، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً
شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُوراً﴾ (الأنعام:112)، وقال: ﴿
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ (الاسراء:27)
بل أمر
بالاستعاذة من شياطين الإنسان، كالاستعاذة بشياطين الجن سواء بسواء، فقال: ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ (الناس:4 ـ
6)، ذلك أن هؤلاء الشياطين يحرفون الحقائق والقيم ويغيرونها، وذلك ما يؤثر في نفس
الإنسان، فيرى المعروف منكرا، والمنكر معروفا.
وأما
ثالثها، وهو [البغي]؛ فهو يجمع كل ما أطلق عليه الحكماء وصف [السبعية]، ويقصدون بها الانحرافات التي تحول الإنسان إلى حيوان متوحش مثل
السباع..
مع أن أصل
هذه الصفة فطري في الإنسان، ذلك أن الله تعالى أودع الإنسان من الغضب والحمية ما
يدافع به عن وجوده على هذه الأرض، لأنه لولا هذه الحمية لافترسته السباع، ولما
استطاع حفظ وجوده الذي تتعلق به وظيفته، كما عبر عن ذلك بعض الحكماء، فقال في بيان
الحاجة إلى هذه الغرائز: (فافتقر لأجل جلب الغذاء إلى جندين: باطن، وهو الشهوة.
وظاهر، وهو اليد والأعضاء الجالبة للغذاء، فخلق في القلب من الشهوات ما احتاج
إليه، وخلقت الأعضاء التي هي آلات الشهوات فافتقر لأجل دفع المهلكات إلى
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 457