نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 456
جسده، ولم
يستطع أداء ما كلف به من وظيفة، وهكذا غيرها، والتي لولاها ما استمر نوعه.
لكن
الانحراف هو استعمال هذه الشهوة في غير ما خلقت له، كما عبر تعالى عن انحراف قوم
لوط حين خرجوا بالشهوة عن محلها الذي خلقت له، فقال: ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
عَادُونَ﴾ (الشعراء:166)
وقال عن
انحراف الزنا الذي يضع الشهوة في غير محلها: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ (الاسراء:32)
وينبع من
هذه الصفات كل الرذائل التي تحول الإنسان إلى بهيمة همها الأكل والشرب والشهوات،
وتختصر الحياة في توفير البيئة المناسبة لها، وكأن الله تعالى لم يخلق الإنسان إلا
لأجلها، أو خلقه بهيمة في أسطبل ليروي كل ما تحتاجه غرائزه من أصناف الشهوات.
وأما
ثانيها، وهو [المنكر]؛ فيشير إلى كل ما ينكره العقل السليم، والفطرة النقية، والتي
جاءت الشريعة بمقتضاها، وتنبع منه أكثر الرذائل الظاهرة والباطنة.. فالمعجب بنفسه
أو المغرور أو المستكبر أو الحسود.. كل هؤلاء سبب ما وقعوا فيه عدم استعمالهم
لعقولهم الاستعمال الصحيح؛ فلذلك توهموا أنهم على الحق، وغيرهم على الباطل.
وهكذا الذي
يحاد الله ويعانده ويعارضه.. يخالف عقله الذي يلزمه بذلك، بناء على كونه الإله
الذي يجب أن يطاع.. كما تدل على ذلك الفطرة السليمة.
وهكذا؛ فإن
المنكر هو ذلك التغيير الذي يحصل للقوة العقلية التي أودعها الله في الإنسان،
ليفكر التفكير السليم، ويقرر القرارات المناسبة، لكن ذلك التغيير الذي يتدخل فيه
الشيطان والهوى، يحول من تلك القوة إلى قوة وهمية خادعة، تكذب على صاحبها،
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 456