نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 455
الفواحش
و المنکرات
كتبت إلي ـ أيها
المريد الصادق ـ تسألني عن
سر تقسيم الذنوب الوارد في قوله تعالى: ﴿ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
[النحل:90]، وكيفية اشتماله على جميع أنواع الذنوب والمعاصي مع فروعها الكثيرة.
وسألتني عن علاقة ذلك التقسيم
بتطهير النفس وتهذيبها، وعلاقته بما بدئت به الآية من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ [النحل:90]
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك
أن هذه الآية الكريمة من أمهات الآيات التي تحوي أصول التزكية، ومنابعها، وكيفية
علاجها.. وهو ما يدل على أن القرآن الكريم هو كتاب التزكية الأعظم، الذي لا يكتفي
بوصف الأدواء، وإنما يستأصلها من جذورها، ويضع بدلها كل أنواع العافية.
وقد فصلت آياته بحيث يمكنها أن
يتنزل عليك من فهومها بحسب الزاوية التي تريد أن تراها، أو تعالج نفسك من خلالها..
وهو في ذلك أشبه بالأطعمة والأشربة التي وفر الله فيها الحاجات المختلفة؛ ليتناول
كل شخص منها ما يتناسب مع حاجته.
وبخصوص ما ذكرت من الآية
الكريمة، وبعيدا عن خلاف العلماء في تفسيرها؛ فإني أذكر لك أن تلك التقسيمات تشمل
جميع منابع المثالب
ومظاهرها، ذلك أنها ذكرت ثلاثة أنواع من أصول المثالب، وهي الفحشاء والمنكر
والبغي.
أما أولها، وهو [الفحشاء]؛ فإننا
عندما ننظر إلى مواردها في القرآن الكريم نجد أنها مرتبطة بمنابع البهيمية في نفس
الإنسان، وهي في أصلها منابع فطرية، ذلك أن الله
تعالى أودع في الإنسان من الشهوة ما يحفظ به وجوده على هذه الأرض، فلولا شهوة
الأكل لفني
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 455