نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 165
الإجابة.. فهذا وإن فرح في تلك اللحظات بثناء أصدقائه عليه
إلا أنه عند ظهور النتائج لن يجد له أي علامة..
والعتاب هنا لا يتوجه للأستاذ السائل، وإنما يتوجه لذلك الغبي
الذي راح يضع الأمور في غير محالها طلبا للذة العاجلة..
ولو أنه تمهل إلى أن تخرج النتائج، ليسمع أصدقاؤه وغيرهم
بعمله بعد أن يزنه الأستاذ بموازين الحكمة التي يملكها، لكان ذلك أجدى وأنفع له.
وهذا المثال ينطبق تماما على المرائي الذي يطلب
اللذة العاجلة، ويخرب لأجلها كل ما بناه، ذلك أنه بدل أن يتوجه بأعماله لربه الذي
وضعه موضع الاختبار، راح يتوجه بها لغيره، ولذلك كان من عزة الله تعالى أن يتركه
لمن توجه بعمله إليه، كما قال a:
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريءٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها فهجرته
إلى ما هاجر إليه)([184])
ولذلك، فإن الجزاء الوفاق المتناسب مع العدالة هو أن لا ينال أي
شخص أجره إلا لمن وجه إليه عمله، كما ورد في الحديث القدسي قوله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك
من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه، إذا كان يوم القيامة أتي بصحف مختمة
فتنصب بين يدي الله تعالى، فيقول الله لملائكته: اقبلوا هذا وألقوا هذا، فتقول
الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا، فيقول: نعم لكن كان لغيري ولا أقبل اليوم إلا
ما ابتغي به وجهي)([185])
وفي رواية أخرى:(إذا كان يوم القيامة
يجاء بالأعمال في صحف مختمة، فيقول الله ـ عز وجل ـ: اقبلوا هذا وردوا هذا، فتقول
الملائكة وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل، فيقول: إن