responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166

عمله كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي)

وإذا أضفت ـ أيها المريد الصادق ـ إلى هذا ذلك الخداع الذي يتصف به المرائي، حين يتظاهر بأنه يعبد ربه، بينما هو في الحقيقة يعبد من ينظرون إليه، فإن الجزاء العدل الوفاق لهذا هو ذلك العذاب المتناسب مع المخادعين، والذي يتجسد له يوم القيامة في تلك الصور التي أخبر عنها رسول الله a.

ولهذا فإن القرآن الكريم يصف المرائين بالشرك والخداع، أما الشرك، فلأنهم توجهوا بأعمالهم لغير الله، اعتقادا منهم أن المتوجه لهم بتلك الأعمال أولى من الله، وأما الخداع، فلأن ظواهرهم تخالف بواطنهم، وذلك هو الخداع بعينه.

ولهذا وصف الله تعالى المنافقين بالرياء والخديعة، فقال: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء: 142، 143]

واعتبرهم قرناء الشيطان، وإن كان ظاهرهم يدل على الصلاح، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴾ [النساء: 38]، ثم بين سوء تدبيرهم حين تركوا التوجه بأعمالهم إلى الله صاحب الجزاء العظيم، ووجهوها إلى الخلق، فقال: ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)﴾ [النساء: 39، 40]

وهؤلاء ـ أيها المريد الصادق ـ وإن بدوا بتلك الصورة الجميلة في ظاهرهم إلا أن باطنهم يأبى إلا أن يظهر، فيحول عملهم إلى صورة قبيحة تشبه قبح بواطنهم، ولذلك تجد

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست