responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164

لتعريف الخلق بالله، وتعليمهم كيفية التواصل معه.

ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ تأملت ما ورد في النصوص المقدسة حول أهداف دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ([183]) لرأيت أن الثاني هو الهدف الأساسي، والأول تبع ونتيجة له، ذلك أن المعرفة بالله هي الأساس الذي تنبع منه كل الفضائل، فمن عرف الله ووحده، وامتلأ قلبه بالإخلاص له، ارتقى في كل معارج الكمال، وتنزلت على نفسه كل ألوان الفضائل.

أما من حُجب عن الله، وراح يمارس حياته بعيدا عنه؛ فإنه وإن بدا متخلقا في ظاهره إلا أنه ـ بسبب خراب باطنه ببعده عن الله ـ يمكن أن ينقلب في أي لحظة إلى وحش كاسر، أو حية رقطاء، كما ذكر الله تعالى ذلك عن المنافقين الذين زينوا ظواهرهم، وخربوا بواطنهم، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4]

وأنت ترى ـ أيها المريد الصادق ـ ذلك في الواقع في تلك الدول التي يتصور الكثير من أصحاب التدين المادي أنها دول متخلقة مهذبة مع غفلتها عن الله.. لكنهم لا يلاحظون تلك الشذوذات التي يقعون فيها، والتي لا تختلف أبدا عن تلك الشذوذات التي وقع فيها أقوام الأنبياء عليهم السلام.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن المرائي يشبه ذلك الذي دخل الامتحان، وأجاب عن كل الأسئلة إجابة صحيحة، لكنه بدل أن يعطي ورقة الإجابة لأستاذه الذي سأله راح يأخذها معه، ويريها لأصدقائه، ويبين لهم مدى قدرته على


[183] من الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وقوله: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست