نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46
أطولهم جوعا
يوم القيامة)[1].. وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً في معاوية، وليس فيه ما يساعدهم على ذلك.. ولذلك قال الحافظ
ابن عساكر (إنه أصح ما ورد في فضل معاوية) فالظاهر أن هذا الدعاء منه k غير
مقصود، بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية
كقوله k في بعض نسائه (عقرى حلقى) و(تربت يمينك)، ويمكن أن يكون ذلك منه k بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه
السلام في أحاديث كثيرة متواترة،
منها حديث عائشة قالت: (دخل على رسول الله k رجلان،
فكلماه بشيء لا أدري ما هو
فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما
خرجا قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه
هذان؟ قال:
وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: (أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة
وأجراً)[2]
بل إنهم
ولمبالغتهم في شأن معاوية حرموا الكثير من علماء المسلمين من الانتماء للفرقة الناجية بسبب نقدهم
لمعاوية ولاستبداده وطغيانه.
ومن أمثلة
ذلك تلك الانتقادات الشديدة لسيد قطب بسبب نقد علمي بسيط ذكره في كتابه (كتب
وشخصيات) عن معاوية بن أبي سفيان،
وعمرو بن العاص، قال فيه: (إن معاوية
وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة
والنفاق والرشوة وشراء الذمم لايملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل،
[1] رواه الترمذي
وابن ماجة وهو حديث قوي بشواهده، كما في سير أعلام النبلاء 3/123.