ومنهم حمزة بن
الجمير من بني عبيد بن عدي الأنصاري، وهو بدري ومع إقرار أبي حاتم بذلك إلا أنه
قال فيه: (سمعت أبي يقول ذلك ويقول هو مجهول)، أي مجهول العدالة..
ومنهم أبو سفيان
بن الحارث بن قيس، أخو نبتل، الأوسي، وهو بدري اتهموه بالنفاق..
وغيرهم كثير من
الذين اتهموهم بالنفاق أو بالجهالة، وراحوا يرمونهم بعدم الوثاقة، في نفس الوقت
الذي يكذبون فيه على الناس بادعاء عدالة جميع الصحابة.. لكن مقصودهم الأول في ذلك
هو الفئة الباغية، ومن ساندها.
وهكذا نرى
مواقفهم من الصحابة الذين شهد لهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالصدق والإخلاص، ولكن بسبب كونهم من المعارضين للفئة الباغية نرى التجاهل السلفي
في حقهم، بل الإعراض عنهم، واتهام كل من يذكرهم بالرفض وما يتبعه من الألقاب
والأوصاف.
ومنهم أولئك الشهداء المظلومين المقتولين
ظلما بعذراء من أرض دمشق، فعن أبي الاسود، قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما
حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين، إني رأيت قتلهم صلاحا
للأمة، وبقاءهم فسادا للأمة، فقالت: سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم،
وأهل السماء)[2]