responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224

لن ينسوهم أبداً، بالإِضافة إلى ما يتبرك بهِ الناس مِن آثارهم)[1]

ولهذا نجد عند العامة تاريخا مختلفا تماما عن التاريخ السياسي الذي تمتلئ به كتب التاريخ، والممتلئ بالصراع والدماء، والذي يملأ النفوس باليأس والقنوط والأسوة السيئة، على عكس التاريخ المرتبط بأعلام الدين، والذي يحظ على الاقتداء بهم، والتأسي بصلاحهم وتقواهم، ولعل هذا هو السر الذي دعا إبراهيم عليه السلام لأن يدعو الله بقوله: Pوَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ O [الشعراء: 84]، لأن ذكره سيفيد في الاقتداء والسلوك، بخلاف الملوك والسلاطين والمستبدين.

وعندما نخرج إلى الواقع وفي جميع الدول الإسلامية ـ ما عد تلك التي خربت الوهابية عقولها، ودمرت آثارها ـ نرى الكثير من الأعلام الذين لم يحفظ العوام أسماءهم، وتواريخهم، وتفاصيل حياتهم لولا تلك الآثار التي تدل عليهم.

فعوام المصريين ـ مثلا ـ لا يعرفون أسماء أكثر الحكام الذين تداولوا على حكم مصر من أمثال الحافظ لدين الله، والظافر بأمر الله، والفائز بنصر الله، والعاضد لدین‌ الله، وغيرهم من الخلفاء الفاطميين الذين حكموا مصر، وهكذا لا يعرفون صلاح الدين الأيوبى، ولا الملك العادل، ولا نجم الدين أيوب، ولا غيرهم من الملوك الأيوبيين، ولا يعرفون عز الدين أيبك، ولا سيف الدين قطز، ولا الظاهر بيبرس، ولا غيرهم من المماليك.. في نفس الوقت الذي يعرفون الكثير من العلماء والأولياء وخصوصا من أهل البيت، والذين لا يكتفون بمعرفهم فقط، بل نجدهم يذكرون الكثير من الكرامات المرتبطة بهم، ويعرفون جزءا مهما من تاريخهم، والذي مع كونه قد يكون مختلطا ببعض الأساطير، لكنه يحمل الكثير من الأحداث الصحيحة، والمعاني الصالحة للاقتداء.


[1] تفسير الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، مدرسة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، الطبعة: الأولى، 1426 هـ، (9/ 226)

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست