responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223

صنعته يد الإنسان عن عمد وتقصد)[1]

2ـ الآثار ودورها في التعريف بأعلام الدين:

مثلما كان للآثار دورها في التعريف بأعلام السياسة والحرب من أمثال الإسكندر المقدوني وكورش الفارسي ورمسيس الثاني؛ فقد كان للآثار أيضا دورها في التعريف بأعلام الدين من علماء وقديسين وصالحين، ولهذا نجد في كل الأديان مقامات وأضرحة وشواهد خاصة بهؤلاء، ونجد بجانبها كتابات تعرف بهم، وموالد تحيي المناسبات التي تذكر بأعمالهم.

ذلك أن من طباع الإنسان الميل للمحسوس؛ فهو لا يكتفي بالمعرفة النظرية، بقدر ما يتوق إلى شواهد حسية تبرز ذلك المعنى النظري في قالب حسي.

وقد أشار إلى هذا المعنى القرآن الكريم عند ذكره لأهل الكهف؛ قال تعالى: Pقَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًاO [الكهف: 21]، وقد أقره القرآن الكريم، ولم ينكره عليهم، مع أن السكوت عن البيان وقت الحاجة لا يجوز كما ينص الأصوليون.

وقد ذكر المفسرون أن السبب الذي دعا الموحدين إلى ذلك الاقتراح هو حفظ مكانهم ومكانتهم وما حصل لهم حتى تذكرهم الأجيال القادمة، ويكون ذلك آية لها، كما كان آية للمعاصرين، يقول ناصر مكارم الشيرازي: (لأجل إِسكات الناس عن قصّتهم كانوا يقولون: لا تتحدثوا عنهم كثيراً، إِنَّ قضيتهم معقدة ومصيرهم محاط بالألغاز، لذلك فإِن: (ربّهم أعلم بهم). أي اتركوهم وشأنهم واتركوا الحديث في قصّتهم، أمّا المؤمنون الحقيقيون الذين عرفوا حقيقة الأمر واعتبروه دليلا حيّاً لإِثبات المعاد بعد الموت، فقد جَهدوا على أن لا تُنسى القصة أبداً لذلك اقترحوا أن يتخذوا قرب مكانهم مسجداً، وبقرينة وجود المسجد فإِنَّ الناس سوف


[1] ماذا ابقى الوهابيون من تراث المسلمين في الحجاز؟.

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست