نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
وإياكم من رأي الخوارج، ومن البدع) [1]، ولعل الذهبي يعرض بقوله
هذه بابن تيمية، لأنه ينطبق عليه وعلى جميع أصحاب الرؤية التكفيرية.
وقد أخبر الحافظ أبو سعيد بن العلا، قال: رأيت في
كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفّاظ: أنّ الإمام
أحمد سُئل عن تقبيل قبر النبي a وتقبيل منبره؟ فقال: لا
بأس بذلك. قال: فأريناه التقي ابن تيمية فصار يتعجّب من ذلك، ويقول: عجبت من أحمد
عندي جليل، هذا كلامه أو معنى كلامه. وقال: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام
أحمد أنّه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به[2].
وروي عنه توسله بالإمام الشافعي، حتى تعجب ابنه عبد
الله، فقال له أبوه: (إن الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن) [3]
وهكذا روي تبرك صالح بن أحمد بن حنبل ـ الذي ولد قبل أخيه
عبدالله ـ بقميص والده، قال الذهبي: (حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة
بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه
جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب إلا
ثوب لأبي كان يصلي فيه أتبرك به وأصلي فيه.. قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب
على سرير قد أكلت النار ما حوله وسلم)[4]
وهكذا روي توسل أصحاب الإمام أحمد بن حنبل به لاضاءة
الطريق، فعن عن عبد الله بن موسى أنه قال: خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد،
فاشتدت الظلمة، فقال أبي: يا بني تعال حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح
حتى يضاء لنا الطريق، فمنذ ثلاثين سنة