نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195
ما توسلت به إلا قضيت حاجتي، فدعا أبي وأمنت على
دعائه، فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه) [1]
وهكذا رويت عن الروايات الكثيرة عن الزيارة، ومن ذلك ما
ذكره ابن تيمية حول جسد الإمام الحسين، حيث قال: (ولكن الذي اعتقدوه هو وجود البدن
في كربلاء، حتى كانوا ينتابونه في زمن أحمد وغيره، حتى أنه في مسائله: (مسائل في
ما يفعل عند قبره) أي قبر الحسين، ذكرها أبو بكر الخلال في جامعه الكبير، في زيارة
المشاهد)[2]
فهو يثبت بهذا زيارة الناس قبر الإمام الحسين زمن
أحمد وغيره، ويثبت أن أحمد لم ينكر عليهم الزيارة، بل يثبت أنه قد كتب فيما ينبغي
أن يفعله الزائر لقبره، مراعاة للسنة في الزيارة، وهذا ما ينقض قول ابن تيمية من أساسه.
بل إن المصادر الحنبلية ـ وخصوصا ما يرتبط منها
بالسير والأعلام، أو مناقب الإمام أحمد ـ طافحة بذكر زيارة الأضرحة، والتبرك بها،
ومن بينها زيارة ضريح أحمد نفسه، فقد ذكر جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي
بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) في (مناقب الإمام أحمد بن حنبل) أخبارا كثيرة في
زيارة قبر أحمد بن حنبل تدل على أن العادة الجارية عند الحنابلة زيارة إمامهم،
مثلما يزور الشيعة أضرحة أئمتهم، والطرق الصوفية أضرحة مشايخهم، بل إنهم يعتبرونها
من القربات المهمة التي لا يفرطون بها[3].
ومن رواياتهم في هذا ما رووه عن أبي الفرج الهندبائي،
قال: كنت أزور قبر أحمد بن
[3]
مناقب أحمد: 400، 563، 639، 642، 643، 677 وغيرها، وجاء في كتاب (المنتظم) أنه قد
قصد زيارته في سنة 574 هـ وتبعه خلق كثير يقدرون بخمسة آلاف إنسان [المنتظم في
أخبار الملوك والأمم 18: 248.]
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195