نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187
وغيرهما من المدارس الإسلامية، ولذلك نجدهم يتبنون
نفس ما تتبناه تلك المدارس من آراء وعقائد ترتبط بالآثار والمزارات الدينية.
ومن أقوى الأدلة على هذا أن محمد بن عبد الوهاب كفر
أكثر الحنابلة المعاصرين له، بل المساكنين له في نجد بسبب رميه لهم بالقبورية
والشرك الأكبر، لكونهم يرون شرعية زيارة الأضرحة والتبرك بها، كما يقول سائر
الصوفية والشيعة وغيرهما من طوائف المسلمين.
ومن الأمثلة على ذلك تكفيره للعلامة الكبير محمد بن
فيروز الحنبلي (1142 ـ 1216 هـ) الذي لم تشفع له حنبليته ولا نجديته؛ فقد قال فيه
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (.. وأيضا مكاتيب أهل الأحساء موجودة، فأما ابن عبد
اللطيف، وابن عفالق، وابن مطلق، فحشو بالزبيل أعني: سبابة التوحيد، واستحلال دم من
صدق به، أو أنكر الشرك؛ ولكن تعرف ابن فيروز، أنه أقربهم إلى الإسلام، وهو رجل من
الحنابلة، وينتحل كلام الشيخ وابن القيم خاصة، ومع هذا صنف مصنفا أرسله إلينا، قرر
فيه: أن هذا الذي يفعل عند قبر يوسف وأمثاله، هو الدين الصحيح، واستدل في تصنيفه
بقول النابغة:
أيا قبر النبي وصاحبيه ووامصيبتنا
لو تعلمونا
وفي
مصنف ابن مطلق الاستدلال بقول الشاعر:
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك
بمغن عن سواد بن قارب
ولكن الكلام الأول، أبلغ من هذا كله، وهو شهادة
البدو، والحضر، والنساء والرجال، أن هؤلاء الذين يقولون: التوحيد دين الله ورسوله،
ويبغضونه أكثر من بغض اليهود والنصارى، ويسبونه، ويصدون الناس عنه، ويجاهدون في
زواله وتثبيت الشرك، بالنفس والمال، خلاف ما عليه الرسل وأتباعهم، فإنهم يجاهدون
﴿حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187