وصرح بذلك في موضع آخر، فقال في رسالة كتبها إلى أحمد
بن عبد الكريم جاء فيها: (..وصل مكتوبك تقرر المسألة التي ذكرت، وتذكر أن عليك
إشكالا تطلب إزالته، ثم ورد منك مراسلة، تذكر أنك عثرت على كلام للشيخ أزال عنك
الإشكال، فنسأل الله أن يهديك لدين الإسلام. وعلى أي شيء يدل كلامه، من أن من عبد
الأوثان عبادة أكبر من عبادة اللات والعزى، وسب دين الرسول k بعدما
شهد به، مثل سب أبي جهل، أنه لا يكفر بعينه. بل العبارة صريحة واضحة، في تكفيره
مثل ابن فيروز، وصالح بن عبد الله، وأمثالهما، كفرا ظاهرا ينقل عن الملة، فضلا عن
غيرهما؛ هذا صريح واضح، في كلام ابن القيم الذي ذكرت، وفي كلام الشيخ الذي أزال
عنك الإشكال، في كفر من عبد الوثن الذي على قبر يوسف وأمثاله، ودعاهم في الشدائد
والرخاء، وسب دين الرسل بعدما أقر به، ودان بعبادة الأوثان بعدما أقر بها)[2]
مع العلم أن هذا العلم الذي كفره ابن عبد الوهاب وكل
من جاء بعده من والوهابية، علم من أعلام الحنابلة الكبار؛ وفقد قال فيه ابن حميد
المكي في كتابه [السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة]: (محمد بن عبد الله بن محمد بن
فيروز، التميمي،الأحسائي، العلامة الفهامة،كاشف المعضلات، وموضح المشكلات،و محرر أنواع
العلوم، ومقرر المنقول والمعقول، بالمنطوق والمفهوم..)[3] إلى
آخر ما ورد في ترجمته، والتي تظهره مكانته الكبيرة في ذلك العصر، بالإضافة لعلمه
وخلقه وتدينه.. ولكن كل ذلك لم يجعل لحمه مسموما يحرم
[1]
الدرر السنية في الأجوبة النجدية، علماء نجد الأعلام، المحقق: عبد الرحمن بن محمد
بن قاسم، الطبعة: السادسة، 1417هـ/1996م (10/ 78)
[3]
السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة، محمد بن عبد الله بن حميد النجدي، المحقق: بكر
أبو زيد - عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مؤسسة الرسالة، 1416 - 1996، ص:969.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188