وورد بإنجيل متى (21: 10، 11) أن
المسيح لما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها وسألت من هذا؟ فكانت الإجابة من الجموع
الغفيرة من المؤمنين والتلاميذ الذين دخلوا مع المسيح مدينة القدس هي :( هذا يسوع
النبـي من ناصرة الجليل)
فأنت ترى أن كل الجموع تسأل، وكلهم يجيبون، وعلى
رأسهم تلاميذ المسيح، وكلهم متفقون على طبيعة واحدة للمسيح هي طبيعة البشرية
المتوجة بتاج النبوة.
ورد بإنجيل يوحنا (6: 14) أن الناس الذين رأوا معجزة
تكثير الطعام التي صنعها المسيح فآمنوا بها قالوا :( إن هذا هو بالحقيقة النبي
الآتي إلى العالم )، فأقرهم المسيح، ولم ينكر عليهم وصفهم له بالنبوةن مع أنهم
كانوا جمعا كثير حوالي خمسة آلاف رجل.. ولم يقل أحدهم بخلاف ذلك.
قلت: كل هذا ما قالوه.. لا ما قاله..
قال: لا بأس.. سأسوق لك بعض ما قال.. لقد ورد بإنجيل
متى (13: 57) أن المسيح لما رأى أهل الناصرة يحاربونه وينكرون معجزاته رد عليهم
قائلاً :( ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته ).. فالمسيح لم يذكر لهم أنه
إله، وانما ذكر أنه نبي، ولا كرامة لنبي في بلده، فالألوهية لم تكن تخطر ببال
المسيح مطلقاً.
وفي انجيل لوقا (13: 33) يتكلم المسيح وهو يعرض نفسه
قائلا :( لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم )، وهو إقرار من المسيح بأنه نبي
من الأنبياء، وليس للأنبياء كلهم إلا طبيعة واحدة هي البشرية المقترنة بوحي الله.
وفي إنجيل متى في الإصحاح الخامس يقول المسيح :( لاَ
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ
لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ)
فهذا النص واضح في أن المسيح رسول قد خلت من قبله
الرسل، وأنه ليس إلا واحدا ممن سبقوه، فلا هو رب ولا إله.. وإنما هو نبي بشر جاء
ليعمل بالشريعة التي سبقته، وهي شريعة