ومع ذلك.. دعنا من هذه النصوص..
فالأدلة الكثيرة لا تجعلنا نهتم بالجدل في نصرة بعضها.. وقد قال علمنا الله ذلك،
فقال يقص علينا قصة إبراهيم مع الملك:P أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي
وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ
الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَO (البقرة:258)، فمع أن إبراهيم كان يعلم أن الملك لا
يقدر على إحياء الموتى، ومع ذلك لم يجادله في ذلك.. اكتفاء بكثرة الأدلة.
وسأسلك معك هذا السلوك..ولن أجادلك في نصرة أي نص
تعترض عليه.
صمت حياء، فقال: لقد تكرر وصف نبوة المسيح في
الأناجيل كثيرا.. ففي رواية لوقا (7: 39) نجده يذكر أن الفريسي بعدما رأى المرأة
تبكي وتمسح قدمي المسيح بشعرها قال في نفسه :( لو كان هذا نبياً، لعرف من هي هذه
المرأة التي تلمسه)
وهذا القول يدل على أنه داخله الشك في نبوة المسيح،
وهو يثبت أن المسيح كان معروفاً بالنبوة ومشتهراً بها، ويدعيها لنفسه، لأن الفريسي
داخله الشك فيما هو معروف له، وإلا لكان قال في نفسه :( لو كان هذا هو الله لعرف
من هي هذه المرأة التي تلمسه)
وهذا يدل على أن المسيح لم يكن معروفاً إلا بالنبوة،
سواء بين المؤمنين به أو أعدائه.. فكلهم اتفقت كلمتهم على صفة النبوة.
وسأسوق لك من النصوص ما يدل على ذلك:
لقد ورد في بإنجيل لوقا (24: 19 ): أن تلميذين من
تلاميذ المسيح وصفوه بالنبوة وهو يخاطبهم، فكانا يقولان:( يسوع الناصري الذي كان
إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب) ولم ينكر عليهم
المسيح هذا الوصف.
وورد بإنجيل يوحنا(9: 17) قول الرجل الأعمى:(: قالوا
أيضاً للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك، فقال: إنه نبي)