قال:
هناك من يتمسك بالإسلام كاملا صافيا غير مشوب.. وهناك من يخلطه بالكثير من
الجاهلية، أو ببعضها.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ
قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ
الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [آل
عمران: 154]؟
قلت:
بلى.. وقد سمعت معها قوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33]
قال:
فقد أخبر الله تعالى أن الشخص قد يكون مسلما في بعض جوانب حياته، ويكون جاهليا في
غيرها.. ولذلك يثاب فيما يكون فيه مسلما، ويعاقب فيما لا يكون فيه كذلك.
قلت:
أنت تقصد بأن أهل المدينة لم يكونوا في حياتهم ملتزمين بالإسلام الصحيح، لذلك سلط
عليهم من يسومهم العذاب.
قال:
بل هم الذين سلطوا على أنفسهم.. فلولا تلك الأفكار الجاهلية التي سيطرت عليهم ما
طمع أعداؤهم فيه..
قلت:
بلى.. وقد ذكر الله تعالى بعدها العقوبة المهينة التي سلطت عليهم بسبب ذلك، فقال: ﴿فَمَا
جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]