responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80

فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (49)﴾ (فصلت)

قال آخر: فهذا المرض مركب من مرضين؟

قال: يمكنك أن تقول ذلك.. بل إن بعضهم تتبع مواضع هذا اللفظ في اللغة العربية، فذكر أنه مركب من أربعة أمراض هي: الحرص، والجزع، والضجر، وقلة الصبر..

قال آخر[1]: بما أنّ الله تعالى خلق الإنسان من أجل السعادة الخالدة ونيل المقامات العالية، والكمالات المعنوية، فكيف يخلقه بهذه النقائص، وكيف يخلقه بهذا الضعف الذي يحجبه عن سلوك طريق الحقّ، ويصدّه عن السير في طريق الكمال والسعادة؟

قال: إن هذه الصفات ليست سلبية في حد ذاتها، ولكنها تصير سلبية عندما تتعلق بالإنسان الفاقد للإيمان.. ذلك أن طبع الإنسان المؤمن يتناغم مع الصبر والمثابرة والكرم، وأمثال ذلك.. ولكن عندما ينفصل عن دائرة الإيمان، فمن الطبيعي أن يجزع مقابل أقل مشكلة وأدنى شدّة لأنّه يفتقد السند والدعامة الأساسية في حياته العملية، ويجد نفسه وحيداً في مقابل تحدّيات الواقع الصعبة، فلذلك يتعامل مع الحياة من موقع الحرص والبخل ولا يجد في نفسه اعتماداً وتوكلاً على الله تعالى الّذي بيده مفاتح الغيب، وبالتالي لا يطمئن إلى غده، وما سيواجهه في المستقبل من حوادث وأزمات.

والشاهد على هذا هو أنّ الآيات الّتي جاءت بعد قوله تعالى:﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) ﴾ (المعارج) استثنت المصلين من هذا الحكم العام على الإنسان، قال تعالى:﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ


[1] انظر: الأخلاق في القرآن، للعلامة ناصر مكارم الشيرازي.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست