إدراك تام للظروف والملابسات، وعن حسن إعداد وجودة
ترتيب.. أما العجلة السيئة، فهي ما كانت مجرد ثورة نفسية، خالية من تقدير العاقبة
ومن الإحاطة بالظروف والملابسات، ومن أخذ الأهبة والاستعداد.
وهذا النوع
الأخير هو الذي عناه الرسول a حين قال لخباب
بن الأرت، وقد جاء إلى النبي a يشكو ما يلقاه
هو وإخوانه من الأذى والاضطهاد، ويطلب منه أن يستنصر ربه، وأن يدعوه قال له: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرّجل فيحفر له في
الأرض، فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط
الحديد من دون لحمه وعظمه فما يصدّه ذلك عن دينه.. واللّه ليتمّنّ هذا الأمر حتّى
يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلّا اللّه والذّئب على غنمه ولكنّكم
تستعجلون)[1]
***
بقيت مدة في
قسم العجلة.. أتعلم من مولانا جلال الدين الرومي وأصحابه كيف أوجه العجلة توجيهها
الصالح الذي حثت عليه النصوص المقدسة، وأتدرب على ذلك، وقد كانت تداريب في غاية
الإرهاق والتعب..
وبعدما
امتحنني مولانا الرومي ببعض الامتحانات، ورأى أني قد نجحت فيها أجازني في هذا
القسم، وأمرني أن أسير إلى القسم الخامس..
5 ـ الهلع
سرت إلى
القسم الخامس.. وقد كان شيخه رجلا ربانيا صالحا ممتلئا زهدا وورعا وعرفانا من مفرق
رأسه إلى أخمص قدميه.. وقد كان الجميع يطلقون عليه (محمد ماضي