جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النّبيّ a عند ذلك: (إنّ العبد ليعمل عمل أهل النّار وإنّه من أهل الجنّة، ويعمل
عمل أهل الجنّة وإنّه من أهل النّار، وإنّما الأعمال بالخواتيم)[1]
وروي أنه a
عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له a:
(هل كنت تدعوه بشيء أو تسأله إيّاه؟) قال: نعم. كنت أقول: اللّهمّ ما كنت معاقبي
به في الآخرة فعجّله لي في الدّنيا. فقال رسول اللّه a:
(سبحان اللّه لا تطيقه، أفلا قلت: (اللّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النّار) وقال: فدعا اللّه له. فشفاه)[2]
وسمع a رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ a،
فقال له: (عجلت أيّها المصلّي)، ثمّ علّمهم رسول اللّه a..
وسمع رجلا يصلّي فمجّد اللّه وحمده وصلّى على النّبيّ a،
فقال a: (ادع تجب وسل تعط)[3]
وعن عليّ
قال: بعثني رسول اللّه a إلى اليمن
قاضيا، فقلت يا رسول اللّه، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: (إنّ
اللّه سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع
من الآخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء)، قال: فما زلت
قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد[4].
قام بعض
الحاضرين، وقال: نحن قوم من الدعاة إلى الله كانت تنقصنا البصيرة.. وكانت تستفزنا
العجلة.. وقد حصل لنا بسببها ما نحن نادمون عليه.. وقد قصدناك لنتدرب على الأناة..
فحدثنا عنها.. وحدثنا عن الفرق بين العجلة المحمودة والعجلة المذمومة.
قال[5]: العجلة المحمودة هي ما
كانت ناشئة عن تقدير دقيق للآثار والعواقب، وعن