ولم يكتفوا
بهذا.. بل كانوا يأكلون أموال الناس بطرق مختلفة كلها باطل وزور وضلال، قال
تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ
وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا
يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ
يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ
وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ
(35)﴾ (التوبة)
قال آخر: فما
الذي مكن حب المال من قلوب هؤلاء.. ولم صاروا عاشقين ولهين للمال؟
قال شعيب[1]: لقد تأملت ذلك، وبحثت فيه فرأيت أن لحب المال منبعان كلاهما يملأ القلب
بالوله بالمال.
قال الرجل:
فما أولهما؟
قال شعيب:
أولهما حب الشهوات التي لا وصول إليها إلا بالمال مع طول الأمل، فإن الإنسان لو
علم أنه يموت بعد يوم ربما كان لا يبخل بما له، إذ القدر الذي يحتاج إليه في يوم