responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 293

هؤلاء، ليرتدع الناس عن الأخذ بما أخذوا به في سلوكهم العملي الاستكباري على أساس المال الذي يجمعونه ويعدِّدونه، وليعرفوا أن المال لا يمثّل قيمةً إنسانية، بل هو مجرد حاجة دنيوية يحصلون عليها من أجل تلبية حاجاتهم الغذائية والسكنية والكسائية وغير ذلك، فلا يمنح الإنسان ارتفاعاً في حجمه الإنساني، ولا يزيد في عمله ووعيه وانفتاحه على الآفاق الرحبة في الحياة، إلاّ إذا استعمله في الغايات الكبيرة الإنسانية التي تتّصل برعاية المحرومين وإعانتهم على سدّ حاجاتهم الطبيعية.

قال آخر: فأنت ترى أن كل ما ذكر في السورة يرتبط بعضه ببعض.

قال شعيب: أجل.. فالقرآن الكريم كتاب لا يجمع بين القضايا إلا لمناسبة بينها.. وقد تأملته، فوجدته في مناسبات عديدة يشير تصريحا أو تلميحا إلى أن للمال تأثيره الخطير في انتكاسة النفس.

اسمعوا إليه، وهو يحدثنا عن ذلك الذي تثاقل إلى الأرض، وأنسته أمواله تدبر القرآن، والتعرف على الله من خلالها.. قال تعالى :﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)﴾ (المدثر)

انظروا كيف حال حب المال دون هذا الرجل ومعرفة ربه، والتشرف بصحبة نبيه.

والأمر لا يقتصر على هذا، بل إنه يعم حتى أولئك الذين شرفوا بدراسة كتب الله المقدسة، وتولي رعايتها وحفظها.. فقد أعماهم حب المال عن كونها كلمات الله المقدسة.. فراحوا يعبثون بها كما تشاء لهم أهواؤهم، قال تعالى :﴿ :﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست