وعلى هذا
اتفق أولياء الله.. فعن الإمام علي قال: (أشجع الناس من غلب هواه)، وقال: (املكوا
أنفسكم بدوام جهادها)، وقال: (صلاح النفس مجاهدة الهوى)
ويصور بعض تكتيكات
المعركة مع النفس، فيقول: (إذا صعبت عليك نفسك فاصعب لها تذلّ لك، وخادع نفسك عن
نفسك تنقد لك)، ويقول: (أقبل على نفسك بالإدبار عنها)، وقال: (دواء النفس الصوم عن
الهوى والحمية عن لذات الدنيا)
وفي إحدى
خطبه يقول: (واعلموا أنه ما من طاعة الله شيء إلا يأتي في كُره، وما من معصية الله
شيء إلا يأتي في شهوة، فرحم الله امرؤاً نزع عن شهوته، وقمع هوى نفسه، فإن هذه
النفس أبعد شيء منزعاً، وإنها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى.. واعلموا - عباد
الله- أن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زارياً عليها،
مستزيداً لها)
وفي وصية
قدمها إلى شريح بن هاني يقول: (اتق الله في كل صباح ومساء، وخف على نفسك الدنيا
الغرور، ولا تأمنها على حال، واعلم أنك إن لم تردع نفسك عن كثير مما تحب، مخافة
مكروه، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر، فكن لنفسك مانعاً رادعاً، ولنزوتك عند
الحفيظة واقماً قامعاً)
ويؤكد الإمام
الدور الحاسم لذات الإنسان في مقاومة نفسه فيقول: (واعلموا أنه من لم يعن على نفسه
حتى يكون له منها واعظ وزاجر، لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ)
ويقول:
(وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنةً يوم الخوف الأكبر)
وتسليطاً
للضوء على طبيعة المعركة مع النفس وتحديد أطرافها ومواقعها يقول الإمام: (العقل
صاحب جيش الرحمن، والهوى قائد جيش الشيطان، والنفس متجاذبة بينهما