فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب)، قال: فكانوا يرون
أنها نزلت فيه وفي أصحابه)[1]
قال الرجل:
ولكن مع ذلك لا بد من الوسائط.. فقد قيل: إن من ليس له شيخ، فشيخه الشيطان.
قال: صدقت..
لقد ذكر أولياء الله هذا..
قال رجل من
الحاضرين يبدو التشدد على ملامحه: ما تقول يا شيخ؟.. هل نأخذ ديننا عن ربنا، أم عن
من زعمت له الولاية؟
قال
الشعراني: بل نأخذه عن ربنا.. ومعاذ الله أن يؤخذ دين الله عن غير الله.. إنا إذن
لمبتدعون.
قال الرجل:
فكيف تخرج مما ذكرت.
قال
الشعراني: لقد دلنا ربنا على ضرورة الهادي المرشد المربي، فقال :﴿ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هَادٍ (7)﴾ (الرعد)، وقال :﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ
حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)﴾ (الإسراء)
قاطعه الرجل
قائلا: إن ما تذكره من النصوص لا علاقة له بالشيوخ.. إنه مرتبط بالرسل والأنبياء.
قال الشعراني[2]: صدقت.. وأنا من هذا الباب أريد أن أبين لك وللحضور ضرورة المرشد.. ذلك
أن الله تعالى يعلم حاجة عباده لمن يدلهم على الطريق الصحيح، ويربيهم عليه.. فلو
ترك الناس لأفكارهم وحدها، فإنها وإن سمت فإن العقل مهما بلغ فهو محل للخطأ.. ولأن
العلم وحده قد يكون طريق الهلاك.. والأدلة على ذلك في تواريخ الفلاسفة
[2]
استفدنا بعض الأدلة الواردة هنا على ضرورة الشيخ من كتاب (الموسوعة اليوسفية في
بيان أدلة الصوفية) للأستاذ الفاضل الشيخ يوسف خطار محمد، وهو من الكتب القيمة في
هذا الباب.