والمفكرين بين العقليين وأصحاب المذاهب الاجتماعية
المختلفة لا تكاد تحصى.
ومن هنا وجد
الإشراف والتوجيه البشري في كل شيء سواء كان وظيفة أو تجارة أو تعليما أو احترافا
أو إدارة أو غير ذلك.
ومن هنا جاء
أمر الله باتخاذ القدوة الصالحة.. ولا تكون القدوة حسنة إلا إذا كان الله غايتها،كما
قال تعالى: ﴿.. وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ..(15)﴾
(لقمان)، وقال :﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ
سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)﴾ (غافر)
وعندما ذكر
الله أنماطا من أهل القدوة الصالحة الداعية إليه تعالى في سورة الأنعام قال لرسوله
a :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ..(90)﴾ (الأنعام)
بالإضافة إلى
هذا.. هل يمكن لأي إنسان أن يقرأ القرآن قراءة صحيحة بغير مقرئ خبير؟ أو هل يمكن
أن يفهم الفقه من غير فقيه نحرير؟.. وهكذا في عالم النفس المزدحم بالمشكلات لا
يمكن أن يهتدي الإنسان إلى حلها من غير طبيب خبير عالم بمسالك النفس ومطالبها
وأهواءها.
لقد أشار
القرآن الكريم إلى هذا، وإلى ضرورته، فقال :﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ
إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)﴾ (النحل)، وقال :﴿ وَلَا
يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾ (فاطر)، وقال :﴿ أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ..(90)﴾ (الأنعام)، وقال
:﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ..(15)﴾ (لقمان)، وقال
:﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)﴾ (الفرقان)
إن هذه
النصوص جميعا تدل على أنه لابد للسالك إلى الله من هاد ذي قدرة وذي ذكر خبير
بوسائل الفرار إلى الله والهجرة إليه..
لقد اتفق على
هذا كل أولياء الله..
فهذا أبو
حامد الغزالي يقول: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة ليهديه سواء
السبيل، فإن سبيل الدين غامض، وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن